حياة المراهقين
يبدأ الأنسان حياته بمرحلة الطفولة بكل ما تحمله من معاني البراءة والطهارة ثم يمر بمرحلة المراهقة وهي المرحلة الأنتقالية بين مرحلة الطفولة والشباب وتتم بتغييرات حادة سواء نفسية أو بيولوجية ويبدأ حياته العملية عندما يخطو في مرحلة الشباب وهي فترة تحديد الأحلام وتفعيلها وتحويلها إلي واقع علي أرض الحياة أو استبدالها بالأهداف البديلة والتكيف مع الواقع الفعلي.
وتوضح الدكتورة فاطمة الشناوي أستشاري العلاقات الأسرية والزوجية أن مرحلة المراهقة تنقشم إلي ثلاث فترات وهي الفترة الأولي من سن الحادية عشرة حتي الرابعة عشرة وهي المراهقة المبكرة ثم فترة المراهقة الوسطي وهي من الرابعة عشرة حتي السابعة عشرة وأخيرا المراهقة الأخيرة وهي من السابعة عشرة حتي العشرين ربيعا.. وتبدأ مرحلة الشباب وتنتهي المراهقة. وتشير الدكتورة فاطمة الشناوي الي أن لكل مرحلة سماتها وظروفها والتي تختلف فيما بينها بالاضافة الي الاختلافات العامة الفردية بين شخص وآخر والتي تتدخل فيها السمات الشخصية والعوامل الاجتماعية وعوامل الوراثة والبيئة المحيطة بالاضافة الي تأثير المعتقدات والعادات.
وتشير الدكتورة فاطمة الشناوي إلي أنه من الضروري علي الوالدين الفهم الجيد والوعي بتغيرات مرحلة المراهقة سواء التغييرات النفسية أو البيولوجية التي تحدث لابنائهم وذلك حتي يستطيعوا أن يحسنوا التعامل مع هذه المرحلة الحرجة حيث توضح أنه كلما بدأت تلك التغيرات مبكرا كلما وقف نمو المراهق سريعا. فهؤلاء الذين يبلغون مبكرا عند سن التاسعة أو العاشرة يلاحظ أنه علي الرغم أن كان مثلا أطول من أقرانه من الاطفال إلا أنه يكون قصيرا لحد ما عند الشباب وذلك لأن النمو توقف سريعا كما بدأ سريعا. وبوجه عام فإن سن السادسة عشرة تعتبر نقطة ثبوت في التغييرات بشتي أشكالها لدي المراهق. ولكن التوقف النهائي للنمو يكون في سن الواحدة والعشرين. لذا يلاحظ أن الطب الحديث وخبراء الجراحة يرفضون إجراء أي جراحات تجميلية بالأخص لدي الشباب أقل من 21 عاما حيث لا يكون الشكل النهائي للملامح وللجسم قد تحدد تماما.
وتضيف الدكتورة فاطمة الشناوي أن الإناث بوجه عام يحرزن نموا فكريا وجسمانيا متفوقا علي أقرانهم من الذكور. وأنه مع بداية المراهقة يبدأ المراهق في التطلع للحياة من حوله وتكون فترة المراهقة الأولي "من 11 حتي 14" بداية للتساؤل حول التغييرات الجسمانية بالأخص وبداية الشعور بالميل للجنس الآخر. وتربط الفتيات هذا الميل بالشعور بالحب والأحاسيس الرومانسية. بينما يميل الصبي الي المعرفة والتمتع بالعلاقة والتعرف علي الجنس الآخر ولا يفكر في مشاعر الحب أو الارتباط النفسي او العاطفي.
ويتعلق المراهق في هذه المرحلة بأحد نجوم السينما أو بأحد مدرسيه أو حتي بأحد والديه ويشعر بالغيرة من الوالد الآخر فترتبط الفتاة بأبيها وتتعلق به وتغير من وجود أمها والعكس صحيح أحيانا ولكن هذه تكون فترة مؤقتة وأمتدادا لمشاعر الطفولة حيث تتسم بتكوين العلاقات وتبادل المشاعر بشكل خيالي وليس واقعياً. ويمكن تفريغ تلك المشاعر المضطربة والقوية في الأنشطة الإبداعية مثل الرسم والموسيقي وكتابة القصص القصيرة والشعر والتي يقبل عليها المراهق في هذه المرحلة.
ومع بداية المراهقة المتوسطة "من 14 حتي 17 عاما" يحدث لدي المراهق استقرار نفسي لحد ما ولكن يتجه إلي المشاعر المتدفقة وفوران الأحاسيس واهتمام مبالغ فيه بالشكل الخارجي وبتقدير الجنس الآخر له والاهتمام به. كما يبدأ المراهق في تكوين مجموعة ثابتة من الأصدقاء يتقاربون معه في التفكير أو الآراء أو الأحلام ويرتبط بهم ويستمد معارفه وخبراته من خلال العلاقة معهم. وهنا يجب علي الوالدين متابعة أبنائهم والتقرب لهم والاستماع لملاحظاتهم وابداء التقدير لهم وبناء علاقة صداقة معهم. ويجب التركيز علي أن تكون المتابعة والملاحظة برفق وحب وتفهم وأنها ليست مراقبة علي الاطلاق. حيث تتكون شخصية المراهق لحد كبير في هذه المرحلة. أخيرا.
في المراهقة الأخيرة يبدأ المراهق في البحث عن مزيد من الحرية ويميل الي الاستقلالية والاعتماد علي النفس ورفض النصائح المباشرة ويبدأ في إدراك الصحيح والخطأ ويتكون الضمير بشكل قوي لديه حيث تتكون معتقداته وشخصيته بشكل أساسي في هذه الفترة ويبدأ في البحث عن هويته والتي يجب علي الوالدين التوجيه والرعاية وليس قمع انطلاقته الي الحياة والمبالغة في الخوف عليه بل يجب مساعدته في تكوين خبراته الشخصية بنفسه.
موضوع: حياة المراهقين 
الثلاثاء يناير 19, 2010 4:18 am
:cheerموضوع جيد شكراs: 
